2009/12/27

عمر وسارة الجزء العاشر

الجـزء العاشر
قال عمر
:
الساعة 6 وأنا عند الكوافير الرجالي .. خلاص خلّصت كل شىء .. واديتها جل على شعري والبرفان الجامد جداً ولبست البدلة وكله تمام ، إيه الشياكه دي يا واد يا عمر ؟ صديقي ذهب يزيّن العربية ، وسيأتي بعد نصف ساعة كي نأخذ ساره من الكوافير الساعة 7 تماماً ، مش عاوز أتأخر عليها أحسن تزعل مني .
*************
قالت ساره
:
"يا ستي أنا ميعادي كمان ساعة ولسه ما عملتش حاجة خالص" ، قلتها للكوافيره وأنا أكاد أبكي .. ردت عليّ ببرود كبير معتادة عليه : لسه 3 عرايس وبعدين انتي !! ما تقلقيش يا عروسه ، يالهوي .. 3 عرايس ؟!!!!!!!!!!!.. ده أنا حاخلص الساعة 12 إن شاء الله !! وصوت الموبايل لا يتوقف عن الرنين من عمر وماما ، الكل بيستعجلني وكأن الذنب ذنبي .. ارتديت الفستان ومن عصبيتي جزء صغير منه اتقطع من الذيل ؟.. آه فعلاً هذا ما ينقصني الآن ، انطلقت صديقتي تبحث في المحلات المجاورة عن ابره وخيط بلون الفستان ، كأنها تبحث عن ابره في كوم قش .. وأخيراً جاءت وحاولنا محاولات مستميتة ألا يظهر هذا العيب .. يا رب استر يا رب .
*************
قال عمر
:
الساعة 8 ونصف ، وأنا واقف أمام مركز التجميل أنا وأصدقائي ، وبعض من أهل ساره ، همّ بيعملوا إيه جوه بالضبط ؟ ولاحظت وجود عدة سيارات مزينة وعرسان مثلي والجميع منتظر الفرج وكأننا في كرنفال ، وكل ما تخرج عروسه من الكوافير الجميع يجري عليها .. ثم يفوز واحد بها ويتنفس الصعداء والباقي يعودون يجرون أذيال الخيبة !!! وساره لا ترد على الموبايل ابداً .
**************
قالت ساره
:
أخيراً حنّت على الكوافيره وبدأتْ في تجهيزي ، والغريب إني لم استغرق معها نصف ساعة والساعة أصبحت 9 ونصف .. ونظرت إلى وجهي في المرآة بعد كل هذا التعب .. وجدت الفستان أنيق للغاية .. ووجهي لم أره بهذا الصفاء من قبل خلاص بقيت عروسة ؟؟ يا رب أعجب عمر وكل الناس .. بس عمر أهم من كل الدنيا طبعاً .
**************
قال عمر
:
تسمّرت من مكاني عندما رأيت ساره تخرج من مركز التجميل .. ونسيت الانتظار الطويل ، والمكالمات الغاضبة من أهلي وأهلها على كل هذا التأخير ، نسيت الدنيا كلها ، عندما رأيتها تتألق في فستان رائع من اللون الأزرق الصافي المشغول برقة بخيوط فضيه خلابه .. ووجهها لم أرْ أجمل منه في حياتي ، وكأن كل نساء الدنيا تجمعت في امرأه واحده ، جريت عليها وهمست لها : "بحبك يا ساره ."
*************
حفلـة الخطوبـة
قالت ساره
:
جالسة أنا بجوار عمر وأشعر بمشاعر غريبة كلها متناقضة ، فرحة وخوف وقلق وترقب ، أول مرة أكون محط أنظار الجميع لدرجة التحديق في كل تفاصيل مظهري ، هو شعور جميل ولكنه يدعو للقلق .. ولكن لا يهم ، المهم إني أعجبت عمر وانه سعيد بي جداً ، وحماني من نظرات الغضب التي هاجمتني عتاباً لي على تأخيري ، المنزل مزيّن بزينات وأضواء رقيقة .. متى زينوه هكذا ؟ وأفراد الأسرتين موجودين والجميع سعيد والزغاريد لا تتوقف ، ماعدا حماتي العزيزة بالطبع ، قبّلتني ببرود ولامتني على تأخري ، ولاحظت إنها طوال الوقت تهمس في أذن ماما بكلمات غريبة ، آه لا أريد ما يعكر صفوي الآن فلتقل ما تريد ، أنا وعمر معا والدنيا كلها ملكنا وحدنا .
************
يقول عمر
:
ساره فاتنة هذه الليله ، كم أحب هذه البنت الجميلة الشقية التي دخلت حياتي فجأة بدون سابق إنذار فقلبتها رأساً على عقب .. وفي أسابيع قليله أصبحت تملك مفاتيح القلب ، وتطرق أبواب الروح ، وتتسلل إلى أركان عقلي فتحتله كما يتسرب الماء الصافي إلى الأرض الجافة فيرويها ، أصبحتْ أهم إنسانه لي في هذه الدنيا ، هل سنعيش معاً سوياً للأبد ؟ آه كم أتمنى هذا ، وهل ممكن أن يتحول هذا الحب إلى مشاعر الملل والرتابة في الزواج ؟ وكيف يقرر الإنسان فجأة أن يكمّل حياته كلها مع إنسان واحد لم يعرفه الا منذ أيام قليلة ؟ انه أمر صعب لو كان بيد الإنسان ، من المؤكد أن مباركة الله للزواج هي ما تيسر هذا ، وانه سبحانه وتعالى هو من يؤلف بين القلوب فيجعل الغريب حبيباً .
**************
قالت ساره
:
الحمد لله انى أصريت على تأجيل كتب الكتاب لفتره .. لا أتخيّل أن يعقد قراني اليوم على إنسان لم أره سوى من أسابيع قليله ، صحيح إني أحببت عمر ومقتنعة به ، ولكن لا أستطيع حالياً تقبل فكرة الارتباط الأبدي بهذه السرعه ، الموسيقى تنساب بقوة والزغاريد تحيط بنا من كل مكان .. شعوري لا أعرف كيف أصفه ، فعلا البنت لا تكتمل وترتوي الا في وجود رجل يحبها ، حانت لحظة شرب الشربات .. يا رب عمر لا يسكب على فستاني منه كما أسمع كثيراً ، الحمد لله سقاني بسلام .. حان دوري لأسقيه أنا الأخرى ، أخ وقعت قطرات على قميصه الناصع ورمقني بغضب شديد وصرخ فيّ : "مش تخلّي بالك يا ساره" ؟
*************
يقول عمر
:
أخخخ .. ماذا فعلت ؟ الجو تكهرب فجأة من صرختي الغاضبة في ساره والجميع صمت ونظر لـساره التي تكاد تبكي من شدة الخجل والإحراج ، لماذا تهوّرت هكذا ؟ أكيد ساره حاتزعل وعندها حق ، أنا أسف يا ساره .. بجد آسف ، ساره لا ترد عليّ ، وتتظاهر بالتشاغل مع صديقاتها اللاتي أدركن الموقف وتجمعن حولها يضحكون كي يخففوا عنها الإحراج ، لازم أبطل العصبية والتهور .. أصبح لي شريك في حياتي الآن قد لا يتقبل كل تصرفاتي ، خلاص يا ساره أنا أسف بقى .
*****************
قالت ساره
:
أنا آسف يا ساره !!؟ يا سلام بعد ما أهنتني أمام الناس ؟ لماذا لم تمسك أعصابك أمام هذا الخطأ الغير مقصود ؟ هل هذا هو طبعك ؟ لا يمكن أن أتحمله ولابد أن تكون خلافتنا بيننا وحدنا ، لا أن يكون الجميع طرف بها .. بجد يا عمر لن أتنازل عن هذا أبداً ، قلت هذا كله لـعمر وأنا ارسم ابتسامة زائفة أمام الناس كي لا يلاحظوا الخناقة الدائرة بيننا ، وبادرني عمر بالاعتذار وعدم تكرار هذا .. وأخذت وقت كي أظهر طبيعيه .. وحان وقت ارتداء الشبكة وأصريت أن تلبسني إياها والدة عمر .. من ناحية هو لم يصبح زوجي ، ومن ناحية أخرى أنا لسه زعلانه منه .
**************
يقول عمر
:
يا سلام ماما هيّ اللي حاتلبّس ساره الشبكة ؟ إيه الهنا ده ؟ يالا يبقى القميص والشبكة ، طب مين حايلبّسني الدبلة بتاعتي ؟.. البوّاب ؟ ألبست ماما ساره الطقم الذهبي ، ثم أوقفْتها بإشارة من يدي ، وأخذت دبلة ساره واقتربت منها ورجوتها وهمست لها : علشان خاطري يا ساره أنا نفسي أظل أتذكر هذه اللحظة وأنا أضع اسمي حول أصبعك للأبد .. أرجوكي علشان خاطري .. لن ألمس يدك أساساً .." ألف مبروك يا حبيبتي" .
************
قالت ساره
:
حبيبتي ؟ أول مرة أسمعها منك يا عمر ، .... والله أنت اللي .... الله الدبلة شكلها جميل جداً في أصبعي .. أجمل من أي خاتم امتلكته في حياتي .. وكفاية إن عليها اسم عمر كي تكون أغلى دبلة في الوجود ، ألبسته بدوري دبلته المحفور عليها اسمي ونحن نطير سوياً في دنيا خاصة بنا .. ونسمع موسيقى تعزفها قلوبنا ونخطو خطواتنا الأولى نحو دنيانا الجديدة ، دنيا محفور على بابها .. إسمينا فقط ...
ساره و عمر
يتبع........

No comments: