2009/12/27

عمر وسارة الجزء الثامن

الجـزء الثامن
يوم شراء الشبكه
قالت ساره
:
يا رب اليوم ده يعدّي على خير !! امبارح زارنا عمر ووالده ووالدته وكانت زياره جميله ، أهل عمر فرحانين بيّا جداً ، وقعدوا مع ماما وبابا وهات يا كلام .. وأنا وعمر انتهزناها فرصه طبعاً ، وأخدنا جنب بعيد و اديناها رغي وتهريج ، لحد ما لقينا صوت الكلام بين الآباء انخفض ، والوجوه اتوترت شويه ، وواضح إن فيه مشكله في الجو ، وكل اللي سمعناه أنا وعمر شويه كلمات زي : لا لا ده قليل أوى !.. و : لا ده كده حرام !.. وحاجات زي كده ، حاولنا نفهم فيه إيه مافيش فايده ، لحد ما والد عمر ووالدته استأذنوا فجأه بدون سابق إنذار !! وعمر حصّلهم بسرعه ، وأنا واقفه فاتحه بقّي ومش فاهمه حاجه خالص ، سألت ماما عن اللي حصل ماردتش عليا ، وسمعتها بتقول وهى ماشيه : ابتدينا بقى النكد ده إيه وجع القلب ده ، ما شاء الله ربنا يستر .
************
قال عمر
:
"أنا مش فاهم حاجه خالص ، أقدر أعرف فيه إيه "؟ قلتها لأمي وأبي وإحنا في العربيه ، اعتراضاً منى على نزولهم المفاجىء من بيت ساره ، ردت على ماما وقالت لي : مش عاجبهم يا سيدي إننا نجيب شبكه بـ 7 تلاف جنيه ، قال عاوزين شبكه بـ 10 تلاف .. قال هو حد لاقي عرسان في الزمن ده ؟ ، رد عليها بابا : انتي كبّرتي الموضوع وقلبتيه فصال ، وأحرجتينا مع الناس ليه كده ؟ حسيت بخجل وارتباك كبير .. يا خبر ابيض دلوقتي ساره تقول علينا إيه ؟ قلتها في سرّي ولم استطع نطق كلمه ، لأني لا أجرؤ حتى على الاعتراض ، لأنهم هم من سيدفعون ثمن الشبكه .. أه يا ربى ، لو كان المال مالي كنت جبت لها كنوز الدنيا ، يا ترى يا ساره بتفكري في إيه دلوقتي ؟؟؟
**************
قالت ساره
:
النهارده رايحين نشتري الشبكه .. ربنا يستر .. البدايه لا تبشّر بخير ، أنا عن نفسي مش مشكله عندي الشبكه ، وأصلاً لا أحب الذهب وأفضل عليه الفضه لكن المشكله الحقيقيه إن يكون الناس دي بخلاء .. دي تبقى كارثه ، طب وعمر رد فعله حايكون إيه ؟ يا ترى حيفضل ساكت ؟ وحايوافق على كلام أهله بدون اعتراض ؟ أفقت من أفكاري وماما بتفتح لي باب العربيه وبتصرخ فيّ وتقولّي :" يالاّ يا بنتي محل الجواهرجي أهه والناس مستنيانا جوه ".
***************
قال عمر
:
ياااه .. أول مرّه أبقى خايف وأنا باشوف ساره ، أنا بجد خايف أحسن تحصل مشكله وأنا مش في إيدي حاجه أصلاً ، مديت إيدي وسلّمت على الجميع .. ساره شكلها لم تنم جيداً .. وواضح على وجهها الإرهاق وفي عينيها نظره تساؤل وانتظار ، ولاحظت علامات تحفز وعصبيه على وجه حمايا وحماتي ومثلهم على وجه أبي وأمي .. دي الحرب العالميه التالته حاتقوم ،" ربنا يستر .. ياااااااارب" .
***************
قالت ساره
:
أنا مش عاوزه دهب ولا مشاكل .. أنا عاوزه الموقف ده يعدّي واروّح وخلاص ده الجواز ده كله توتر وحواديت ، حمايا قال لي : اختاري يا عروسه اللي يعجبك .. وأنا أصلاً مش باعرف اقدّر قيمه الدهب كويس وخصوصاً انه نار الأيام دي ، مددت يدي على طقم دهب ابيض على شكل ضفيره ، وفيه فصوص كثيره وقلت حلو ده .. امتعضت حماتي وقالت : لالالا .. الدهب الأبيض مصنعيته غاليه أوي والفصوص بتخسر لما تحبّي تبيعيه ، بصيت لـعمر لقيته ساكت تماماً .. اتضايقت بس قلت عندها حق أشوف حاجه تانيه ، اختارت لي ماما طقم آخر وقبل ما ألمسه حماتي العزيزه قالت : لالالا ده شكله تقيل وغالي جداً احنا ما اتفقناش على كده .. وعمر لا ينطق بكلمه ، اتضايقت جداً .. كان نفسي يقول لها سيبيها تختار اللي هيّ عاوزاه لكنه صامت تماماً ، همّت ماما بالكلام لكن بابا منعها كي لا يزيد الجو اشتعالاً ، وقال لي اختاري حاجه تانيه يا ساره ، اخترت واحد تاني لم يعجبنى لكن علشان أخلص وخلاص ، وبعد معرفه ثمنه اعترضَت وقالت : لا برضه غالي ، إنت رأيك إيه يا عمر ؟ قلتها له وكلّي ترقّب لما سيقول .. رد عليّ وهو يتحاشى النظر إلي : اللي تتفقوا عليه أنا موافق عليه ، ياااه هو ده اللي ربنا قدّرك عليه ؟ "أمال إمتى حاتدافع عني "؟ قلتها في سرى وكي لا أبكي أو انفجر في وجهه قلت لحماتي : اختاري" انتي يا طنط اللي يعجبك "، وبالفعل اختارت طقم يناسب المبلغ المقدس تماماً ، ووافقت ماما تحت ضغط نظرات بابا الناريه .. ولم أنظر إلى الطقم ، وتركتهم يكتبون الفاتوره ، وجلست في صالون بعيد في المحل ، وأنا أقاوم البكاء والانفجار من موقف عمر السلبي في أول احتكاك حقيقي ، ورأيته قادم يبتسم ويقول لي :" مبروك عليكي الشبكه يا عروسه "، ردّيت عليه والكلمات تخرج من فمي مثل الرصاص : مبروك عليك إنت ،" أنا مش عاوزاها ولا عاوزاك "!!!!
في اليــوم التــالي
*************
قالت ساره
:
لم أردّ على مكالمات عمر المستمره ، وجعلت الموبايل سايلنت ، وجلست في غرفتي أبكى باستمرار من موقف عمر السلبي ، هل سأتزوج رجل بدون شخصيه ؟ هل حماتي العزيزه هي من ستتحكم في حياتي ؟ ومن يجبرني على هذا ؟ هل هذا موقف عارض ام أن هذه هي الحياه المنتظره معه ؟ يا رب أنا في حيره دلّني ماذا أفعل .. ومسحت دموعي عندما نادت عليّ ماما :" يا ساره .. عمر هنا تعالى بسرعه" .
*******************
يقول عمر
:
جلست في الصالون في انتظار ساره وأنا لا أجد كلام أقوله لها .. شكلي بجد وحش جداً ، هي عندها حق .. لكن لمّا في أول مشكله بيننا تقول لي أنا مش عاوزاك ازاي الحياه حاتستمر بعد كده ؟؟ كان ممكن تعاتبني أو حتى تتخانق معايا بيني وبينها لكن تبيعني كده على طول ؟ كده برضه يا ساره تتخلى عنى علشان الفلوس ؟
**************
قالت ساره
:
دخلت على عمر وسلمت عليه في فتور ، وطلبت من ماما وبابا إنهم يتركوني أتحدث معه بدون مقاطعه ، علشان ماما كانت ناويه تطلّع كل غضبها فيه ، دخلتُ الصالون بدون ولا كلمه وتوقعت أن يعتذر لي عمّا حدث ، فوجئت به يقول لي بغضب :
"انتي مش بتردّي على تليفوناتي ليه وكمان تقوليلي أنا مش عاوزاك ، كل ده علشان الفلوس يا ساره "؟فوجئت برد فعله الغاضب .. هوّ كمان اللي زعلان ؟!.. ده بدل ما يصالحني ؟ فلوس إيه اللي بتتكلم عليها ياعمر ؟.. إنت حتى مش حاسس أنا زعلانه من إيه ؟.. أنا زعلانه لأني كنت راسمه لك صوره جميله في خيالي وفجأه لقيت واحد تاني أنا ما اعرفوش ، إنسان مش بيدافع عني في وقت أنا محتاجالك فيه ، لقيتك خايف تقول ولا كلمه ولو حتى انك تراضيني والسلام .. وكل ده وتقولّي فلوس ؟
رد بغضب أشد وعصبيه مخيفه :
برضه ده مش مبرّر انك تقولي انك مش عاوزه الشبكه ومش عاوزاني .
فوجئت بغضبه الشديد وعصبيته الكبيره وأحسست بخوف منه لأول مره ، ولم أجد ما أقوله فانفجرت في بكاء مرير ، فوجدته يخفض من صوته وتلين ملامحه وتتحول إلى رقه شديده وحنان كبير وكأنه أب يخاطب طفلته الصغيره الباكيه :
أنا أسف جداً يا ساره .. أرجوكي ما تبكيش .. دموعك غاليه عليّ جداً .. خلاص بقى أنا غلطان .. أرجوكي كفايه أنا مش قادر استحمل .. أنا فعلاً جرحتك ووضعتك في موقف محرج بس والله غصب عني .. أرجوكي ياساره عاقبيني بأي عقاب الا انك تبكي أنا ضعيف جداً أمام دموعك .. "خلاص بقى أنا آسف آسف آسف .. مليون آسف ".
هدئت قليلاً من كلماته الرقيقه وإحساسه بالذنب وشعرت بحنانه الكبير الذي احاطنى بدفئه وقلت له بصوت متقطع :
كان ممكن يا عمر تنبهني قبل ما نشتري حاجه بالموقف ، وأنا عمري ما كنت حاحرجك واختار حاجه غاليه ابداً ، لكن لما الاقيك حتى مش بتتكلم ده فعلاً صعب عليا .. أنا طول عمري راسمه في خيالي صوره للرجل انه حنان واحتواء وقوة شخصيه ، أنا ممكن أتنازل عن أي ماديات لكن الصفات دي لا يمكن اقدر .
رد عمر وقال :
أنا أسف جداً .. بس بجد ما تظلمِنيش .. أنا عمر شخصيتي ما كانت ضعيفه وعمر والدتي ما اتحكمت فيا ابداً .. أنا كمان فوجئت بموقفها وعاتبتها عليه في البيت ، لكن أنا مافيش في إيدي حاجه هم من سيشترون ، وأخجل أن اطلب المزيد وأخجل أيضاً أن أحرج أمي أمام الناس .. لكن أوعدك ألف وعد إننا سنتشارك ونتفق على كل خطوه أنا وانتي بس ، قبل تدخل الأهل ، وعمري ما حاتخلى عنك ولا أزعلك ابداً ابداً ، خلاص اتفقنا ؟
ابتسمت من رقته وصراحته وقلت من بين دموعي :
خلاص اتفقنا وأنا أسفه أنا كمان لو كنت جرحتك .
نظر عمر إلى عينيّ مباشره وقال :
لما قلتيلي أنا مش عاوزاك حسّيت إن الدنيا خلاص انتهت ، واني مش معقول حاعيش من غيرك ؟ واني مش قادر أفكرولا أتكلم ولا أنام .. ارجوكي ياساره أوعي تقوليها تاني ولا حتى وانتي زعلانه .. وان كان على الشبكه يا ستي أنا لو كانت دي فلوسي كنت جبت لك جواهر الدنيا كلها ورميتها تحت ايديكي ، ولا انى أشوف دموعك الغاليه دي تاني .
أنا : خلاص يا عمر أنا بجد مقدره موقفك ، ومافيش مشكله خلاص .
عمـر : لا يا ستي فيه مشكله ومشكله كبيره كمان .
أنا : إييييييييييييييييه تاااااااااااني ؟؟؟؟؟؟؟؟
عمـر : المشكله دلوقتي يا ستي إني لاحظت انك بتبقي زي القمر بعد البكاء فأنا حاضطر ـ غصب عني والله ـ إني أنكد عليكي يومياً .. حالياً وبعد ما نتجوز ، ويمكن نوصل للقسم علشان أشوف عنيكي الجميله دي بالصفاء والجمال ده .
أنا : يا خبر إيه ده كله ؟ لا إنت أسهل تقول لي أعيّط إمتى وأنا أعيّط من غير نكد ولا أقسام .
عمـر : لسه فيه مشكله كمان .
أنا : يا رب استر إيه كمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عمـر : بصي بقى يا ستي ، أنا اتخذت قرار لا رجعه فيه ولا جدال ولا حتى استعطافات .. إن حفله خطوبتنا تكون بعد اسبوعين ، علشان تلبسي دبلتي للأبد ، وأقول لكل الناس القمر ده ملكي أنا .. واكتب على قلبي لوحه مكتوب فيها قلب مسكون بأجمل "ملاك للأبد .. قلتي إيه يا حبيبتي"؟
أنا : موافقه يا سي السيد .

No comments: